كم من الاعوام مرت .. حقا لقد سرقنا الوقت كما يقال والا كيف مرت تلك السنوات في غفلة منا ..
اتذكر يا احمد تلك الايام التي قضيناها سويا في تلك الغرفة الصغيرة بالمدينة الجامعية .. عامي الجامعي الاخير .. مثقل باحساس بالامتلاء يتملكني من العام الذي قبله .. اتذكر يا احمد كيف كنت اشعر وقتها ؟! كنت ككوب ماء امتليء عن اخره ولا يوجد مكان لاي مزيد .. كنت اكتفيت من كل شيء ..
اذكر تلك الغرف بجدرانها المليئة بذكريات وخربشات من سبقونا .. احلامهم .. امنياتهم .. مزحاتهم .. بل واحيانا حكمهم في الحياة عامة والجامعية خاصة ..
اذكر عندما التحقت بالجامعة كم كانت طويلة بالنسبة لي تلك الاعوام الخمسة التي علي ان اقضيها .. اذكر تلك الجملة المحفورة علي جدار الغرفة .. فاضل ساعة واحدة علي الفطار .. يارب وفقني .. رمضان 1995 .. كلية الهندسة .. العام الاخير ..
جملة حفرها احد الطلاب قبل ساعة من الافطار .. احد طلاب كلية الهندسة في عامه الاخير وظلت باقية مع غيرها من تاريخ وذكريات الطلاب الاخرين محفوظة علي الجدران حتي وقت قراءتي لها عام 2004 في عامي الاخير ..
اتذكر يا احمد كيف كنا نجهز الطعام في الثانية بعد منتصف الليل ثم نكتشف بعدها اننا لا نملك خبزا فنننطلق ندور علي الغرف المجاورة او غرف اصدقاءنا نلتمس خبزا .. كم كانت شهية تلك الاكلات مع بقايا الخبز تلك .. كنا نشعر باننا مشردين في مخيمات الايواء لكنها كانت جميلة تلك الايام يا صديقي ..
لكن كنت اشعرا احيانا كثيرة بانني حبيس سجن كبير .. داخل اسوار المدينة الجامعية و مواعيدها الصارمة .. اتذكر يا احمد تلك الايام الحارة عندما كنا نذاكر في الشرفة وتنطلق تلك الزغرودة من مبني ( هاء ) المجاور والوحيد الذي تسكنه طالبات .. اتذكر تلك الثورة التي تشعلها تلك الفتاة المجنونة .. مئات من التصفيق والصفير والتعليقات من كل هؤلاء البائسين المنكبين علي مذكراتهم .. حالة جنون عامة !!!
او زغاريد النجاح تلك التي تنطلق بعد ظهور نتيجة التيرم الاول وحالات الترقب والانتظار لمن لم تنشر نتيجة اختباراتهم بعد ..
هل تذكر صديقنا الاخر ..
وتلك الزميلة التي كان يحبها وكانا دوما معا .. لكنك تخبرني الان انه بصدد الارتباط بانسانة اخري .. انتهت حكايته معها نهاية حزينة كباقي قصص الحب الاخري كانت هزيمة اخري للحب امام الواقع كما اخبرتني ..
اتذكره الان واتذكر عشرات الوجوه التي سلكت طريقها الخاص في الحياة وافترقت .. كانت في البداية اللقاءات اليومية في المدرجات والمعامل مع تلك الكميات المخيفة من الاوراق التي يتم تصويرها كل اسبوع .. ثم بعد التخرج التسجيل في النقابة والمكالمات الهاتفية حتي جمع التجنيد بعض تعيسي الحظ منا مرة اخري وكانت لنا هناك ايضا ايام .. وبعد انقضاء تلك الايام انطلق كل سهم الي وجهته ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق