- بنات نعش
- اين ؟ .. اريد ان اراهن.
- انظر هناك انهن هؤلاء السبعة...
انظر للسماء بحماس الطفولة و اضيق نظري للبحث عن تلك الاليء و سط هذه الفوضي البديعة ... كان الجو حار طوال النهار .. خانق .. يجعل حبات العرق تنمو علي جباهنا الصغيرة ...
لكنه الان الليل ذلك البحر الواسع فوقنا مليء بالاليء و كنت دوما احلم بالصعود اليه كي اسبح فيه حتي اصل اليهن و اسير معهن ...
بنات نعش...
دائما هن السبعة يسبحون كل عام في هذا البحر الازرق القاتم في ضوء القمر ...
كنت اشرد بذهني في هذا البحر القي بصري في كل اتجاه حتي اكاد ان اغرق ولا يدركني الا النوم ...
***
- سيذهبون الي المجرة الاخري عن طريق هذه السفينة
- اممم
استيقظت من نومي علي هذه الكلمات ... ضوء المصباح الضعيف بالكاد يضيء ... و التلفاز القديم يلقي بظلاله علي وجوههم المنهكة من مغالبة النعاس و نباح الكلاب ياتي من بعيد ...
انظر للسماء و اتسائل لماذا لا نغرق في هذا البحر ... ما الذي يربط اجسادنا بشدة الي تلك الارض .. لم هي فقط ارواحنا التي تقوي علي التحليق بعيدا .. كم اود ان احلق في مثل هذه السفينة لابحر حيث اشاء ...
***
كنت اتخيل شعرها الاسود الفاحم هو السطور التي اكتب عليها كلماتي وقت الغروب ... كنت اتخيله يتطاير فتتناثر مفرداتي .. ثم يسبح بنعومة في الهواء علي خلفية الشفق الوردي ليختفي شعرها و تظهر السطور امامي ارسم عليها حروف كلمات متعثرة مبهمة ...و الغريب في الامر ان قلبي كان يخفق بشدة...
***
تتسرب الذكريات من حياتك امام عينيك ...
احلام الطفولة و السباحة في بحر السماء...
الهدوء ...و الطمئنينة هما ما اشعر بهما الان ... لقد حققت السلام مع النفس ... اشعر بالهواء يتحرك من حولي بخفة ... نسمات رقيقة باردة .. انظر حولي فلا اجد الا الظلال التي يرسلها القمر صابغا كل شيء بهالة فضية ...
ارفع عينيي الي السماء .. اغمضهما بقوة ...و حنين ... نفس الصورة القديمة التي ضاعت مع اشياء كثيرة اخري .. انه البحر الواسع مرة اخري وبه حبات متلئلئة ... اتذكرهن ... اتجه ببصري اليهن تجدهم هناك في نفس المكان...
بنات نعش ...
يستحثن السير الوئيد ... اتمني ان اتبعهم في رحلتهن ... لم لا ارافقهن ... في رحلتهن الطويلة
2 التعليقات:
رحلةٌ للنجوم لم تكن حلماً..
وبعض النعيم أوهام حالم
(إبراهيم ناجي)
إن وصلت يوماً هناك, أرجوك أرسل السفينة إلى الميناء مرة أخرى
فأنا بالإنتظار لأمضي في هكذا رحلة
كلمات منذ البداية وضعتني على غيمة معطرة بالخزامى
بين اجزئية والأخرى كنت أغمض عيني وأبتسم
لأفتحها وأجد بجانبي نجمة
كلمات حركت الثورة في خيالي
لم أكد أنهيها حتى وجدت أشيائي حزمت نفسها في الحقائب
لذا بعد أن تصل, لا تنسى من في الميناء
بانتظار السفينة تعود لتبدء الرحلة
تلك الكلمات اعترف انها مبتسرة .. مكررة في بعض الاحيان .. الا انني حاولت بمنتهي الاخلاص ان يري غيري ما اراه في السماء .. واجزاء من طفولة ..
حقا ان في الخيال لنعيم ..
عوالم لم نرها من قبل ولن يراها غيرنا .. هناك تتحقق كل احلامنا .. امنياتنا الضائعة .. هناك نحن اطفال لا نشيخ .. نحن في سعادة لا تنتهي .. كل من نحبهم حاضرون .. معنا في ذات السفينة .. حتي اشيائنا التي حزمت نفسها ..
السفينة بانتظارك .. هناك في ميناء خيالك .. تقف منتظرة الربانة .. بانتظار ان تعلم وجهتها .. الي اي سديم ام مجرة ؟!
إرسال تعليق